تغير المناخ والتصحر

 

فرضت مسألة التصحر نفسها على أعضاء الأمم المتحدة كمصدر رئيسي للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يواجهها العديد من بلدان العالم، فما كان منهم إلا أن اعتمدوا في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتصحر الذي عُقِد في عام 1977 خطة عمل لمكافحة هذه الظاهرة الطبيعية. غير أن ذلك لم يُجد نفعاً إذ ارتأى برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 1991 أن مشكلة تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة لم يزد إلا تفاقماً رغم نجاح بعض التجارب المحلية.

وظلت مسألة كيفية التصدي لظاهرة التصحر تشكل مصدر قلق كبير إلى أن عُقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في ريو دي جانيرو في عام 1992 فأيد هذا المؤتمر اعتماد نهج جديد متكامل للتصدي لهذه المشكلة ودعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إنشاء لجنة تفاوض حكومية دولية لوضع اتفاقية لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد و/أو من التصحر، لا سيما في أفريقيا.

وفي كانون الأول/ديسمبر 1992، اعتمدت الجمعية العامة القرار 47/188 الذي أُنشِئت بموجبه هذه اللجنة. وبعد عمل دؤوب، انتهت اللجنة من وضع الاتفاقية بعد خمس دورات. واعتُمِدت الاتفاقية في باريس في 17 حزيران/يونيه 1994 ودخلت حيز النفاذ في 26 كانون الأول/ديسمبر 1996. وهي الآن تضم الاتفاقية 197 عضواً.

وتربط الاتفاقية البيئة والتنمية بالإدارة المستدامة للأراضي وتتناول بالتحديد المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، المعروفة بتسمية الأراضي الجافة التي تضم بعض النظم البيئية وبعض السكان الأكثر ضعفاً. وتعمل أطراف الاتفاقية البالغ عددها 197 طرفاً معاً من أجل تحسين الظروف المعيشية لسكان الأراضي الجافة، والحفاظ على إنتاجية الأراضي والتربة واستعادتها، وتخفيف آثار الجفاف. وتلتزم الاتفاقية على الخصوص بنهج تصاعدي تشجع بموجبه مشاركة الأشخاص المحليين في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي.

وتعمل الاتفاقية على تحقيق أهدافها من خلال هيئاتها التالية:

(أ) مؤتمر الأطراف: وهو هيئة الإدارة العليا للاتفاقية؛ وقد عقد حتى الآن ثلاث عشرة دورة؛ واجتمع كل سنتين منذ عام 2001. وعقد أولى دوراته في تشرين الأول/أكتوبر 1997 في روما، إيطاليا، وآخرها في أوردوس، الصين، في أيلول/سبتمبر 2017؛

(ب) لجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية: وهي هيئة فرعية أنشأها مؤتمر الأطراف لمساعدته في استعراض تنفيذ الاتفاقية؛

(ج) لجنة العلم والتكنولوجيا: وهي هيئة فرعية أُنشئت لتقديم المعلومات والمشورة إلى مؤتمر الأطراف بشأن المسائل العلمية والتكنولوجية المتعلقة بمكافحة التصحر وتخفيف آثار الجفاف؛

(د) الأمانة: أُنشِئت الأمانة الدائمة للاتفاقية في بون، ألمانيا، منذ كانون الثاني/يناير 1999. ومن مهامها الرئيسية خدمة دورات مؤتمر الأطراف وهيئاته الفرعية. وتيسر الأمانة التعاون بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية، لا سيما فيما يخص نقل المعارف والتكنولوجيا من أجل الإدارة المستدامة للأراضي؛

(ه) الآلية العالمية: أُنشئت الآلية العالمية لمساعدة البلدان في تعبئة الموارد المالية لتنفيذ الاتفاقية والتصدي للتصحر وتدهور الأراضي والجفاف؛